-
حولتم القذافي المجرم لضحية جريمة سياسية والثوار الاحرار لمجرمين؟ّ!!
بادئ ذي بدء, نريد ان نهنئ الشعب الليبي بنجاح ثورتهم واكتمالها من الناحية العسكرية, ونتمنى من كل قلبنا للشعب الليبي ان يتبنى الطريقة المتحضرة لحكم ليبيا من ديمقراطية وحقوق للانسان, بعد ما ذاقوه من ويلات الاستبداد والقهر تحت حكم الطاغية معمر القذافي, وايضا لا بد ان نشكر, هنا, جهود الغرب المتحضر للمساعدة العسكرية والاقتصادية والسياسية التي دعموا بها الثورة الليبية, والتي لعبت الدور الاساسي بنجاح الثورة واكتمالها, ونتمنى ان تتلقى الثورة السورية دعما ايضا من الدول المتحضرة لتسريع وضمان نجاحها ضد طاغية سوريا بشار الاسد.
ولكن…..لماذا ايها الثوار….قتلتم….. القذافي ….بعد ان تم القاء القبض عليه……؟؟؟؟
لقد كانت جريمة قتل القذافي جريمة من العيار الثقيل, وخطيئة كبيرة بحق الثورة الليبية والشعب الليبي؟؟
في الاسطر القادمة سأحاول ان اشرح لماذا جريمة قتل القذافي خطيئة فادحة؟
حسب العرف الدولي, فان القذافي تم القبض عليه حيا, ثم تمت تصفيته بجريمة سياسية بشعة وهو مقيد واسير, ولم تتم محاكمته محاكمة عادلة, لذلك حولت هذه الجريمة معمر القذافي من ديكتاتور مجرم الى ضحية لجريمة سياسية قذرة؟؟
لو مات القذافي اثناء القتال, اي قبل ان تم القبض عليه حيا, لكان مات كمجرم خارج على القانون, وكطاغية ارتكب جرائم ضد شعبه؟
لو أنه بعد ان تم القبض عليه تم اخضاعه الى محاكمة عادلة حسب الاصول, كما حدث لصدام حسين, وتم الحكم عليه بالاعدام, لكان ايضا قد مات كما مات صدام حسين, كمجرم خارج على القانون, وكطاغية ارتكب جرائم ضد شعبه؟
ولكن بقتلكم للقذافي بعد ان تم القبض عليه حيا, فهذا يعني بالنسبة للمجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية العالمية, وبشكل غير قابل للنقاش, بأن القذافي هو ضحية جريمة سياسية. نقطة على السطر انتهى!
لانه حسب المعايير الحقوقية العالمية, لو لم يكن هناك اشياء كان من الممكن للقذافي أن يعترف بها لكي يدافع بها عن نفسه امام المحكمة, وهذه الاشياء تخيف اللذين اعطوا الامر بتصفيته, لما كانوا امروا بقتله. نقطة على السطر انتهى .
الآن, وبدلا من ان يكون القذافي قد مات مجرما كما مات صدام حسين, فهو الآن حسب المعايير الدولية قد مات ضحية لجريمة سياسية مثله مثل رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري وليس هناك فرق بينهما باي شئ؟
فهنا لا يوجد حل وسط, اما ان المسؤلين الليبيين يريدون ان يحكموا حسب المعايير الدولية او ان يضعوا لنفسهم معاييرهم الخاصة؟ وبهذه الطريقة يصبحون مجرمين مثلهم مثل القذافي, ولا فرق بينهم وبين القذافي بأي شئ!
من الواضح بان الثوار تباينت تصريحاتهم بالبداية حول طريقة قتل القذافي! لذلك سارعت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق المعتقلين بالمطالبة بعدم دفن الجثة قبل ان تتم عملية الكشف الجنائي عليها وحسب المعايير الدولية. ولكن على ما يبدو بان المسؤولين الليبيين لم يذعنوا لمطلب منظمة العفو الدولية لانهم يعرفون بانهم ارتكبوا جريمة سياسية.
اريد ان اذكركم بجريمة سياسة قريبة, وهي جريمة قتل العولقي, وهو مسؤول بتنظيم القاعدة! وكلنا نعرف كمية الجرائم التي ارتكبتها القاعدة ضد اميركا؟ والعولقي هو عراب جريمة فورت هود التي راح ضحياتها عشرات الابرياء من الجنود الاميركيين؟ والعولقي كان يصرح علنا بانه عدو لاميريكا, ويخطط لقتل المواطنين الاميركيين, وهو هارب من العدالة ومختبئ بجبال اليمن موطنه الاصلي…. ومع ذلك تم اعتبار قتله من قبل الجيش الاميركي, جريمة سياسية وتمت المطالبة بمحاكمة من اصدر امر القتل من المسؤلين الاميركيين؟ ونحن على يقين بانه ستتم محاكمة هذا المسؤول حسب القوانين المعروفة عاجلا ام اجلا؟
نحن هنا نتوقع ايضا بان تنجح منظمة العفو الدولية باجراء الكشف الجنائي على جثة القذافي , وسيقر التقرير الجنائي بأن القذافي لم يمت بسبب جروحه وانما بسبب رصاصة اطلقت عليه من مسافة قريبة اي ان هناك جريمة سياسية. ونحن نجزم بانهم سيصلون للمسؤولين الليبيين الذين اعطوا مر القتل وستتم محاكمتهم, فكما ذكرنا اعلاه, لا يوجد حل وسط هنا! اما مع المعايير الدولية او ضدها, وبالحالة الاخيرة لا فرق بين الثوار والقذافي.
نقلا عن طلال عبدالله الخوري
اترك رد - رأيك يهمنى :)