• رساله من حياه بعد الموت الى حبيبتى فى الدنيا

    الى من احببت .

    سلام الله عليكى ورحمه الله وبركاته اتمنى ان تكونى فى صحه وخير …،،،اما بعد

    سأبدء رسالتى لك لاخبرك شىء لا اعلم ان كنتى ستدركين ما اقصد ولكنى اتمنى ان يصل اليك لن ابدء بالاشواق والذكريات حلوها ومرها او بالجروح او الالام او الاحلام سادخل مباشره فى رسالتى

    فى احد ايامى العصيبه جلست بمفردى افكر واتأمل كل مواقف الحياه منذ ان ادركت الحياه الى يومنا هذا ثم حاولت تأمل المستقبل وانا اعلم انك لن تكونى احد ابطاله فاخذ قلبى يعتصر حزنا  وتسائلا هل ستقومى بنسيانى ؟.. فما وجدت نفسى افكر فى احداث الحياه ووجدتنى انتقل الى احداث ما بعد الموت احاول بخيالى المجروح ان ارسم لوحه المرحله القادمه من حيات الانسان بصفه عامه وحياتى بصفه خاصه . اريد ان اشاركك ما بدر لى من احساس وتوقع لمراحل رسم النهايه .. لا اعلم ربما كانت نهايه البدايه . ام بدايه النهايه .

    اول ما جاب خاطرى هو الاحتفال . هناك نوعان من الاحتفال لا اعلم حقا اى من الطرفين سيحتفل بي . هناك طرف الخير وطرف الشر يتجمعون عند قدوم كل ضيف جديد يتهافتون على معرفه حال الدنيا كل طرف وكل طائفه تحتفل بقدوم زائر جديد كما نحتفل نحن بقدوم مولود جديد ؟ اتصدقين هذا ؟ نعم يكتبون ميلاد شخص جديد فى احد العائلتين .. اتمنى ان اكون فى عائله الخير .

    دعينى اذكر لكى مراسم الاحتفال .. بدءت ادراك ملامح الحياه الاخرى مع اول ضوء من اضواء القلوب . ادرى ستقولين لنفسك ما هى اضواء القلوب . عزيزتى انها اضواء لا يمكن وصفها ولا شرحها ولا رسمها ولا تخيلها ولكن دعينى اقول لك طبيعتها . حياتنا بعد الموت لا تعتمد علينا ولكن تعتمد على عائلاتنا ان كانت عائله الخير او عائله الشر والضوء يسطع بقوه صفاء قلب كل شخص وكل روح فكلما كان الشخص يمتلك قلب ساطع ابيض وروح شفافه زاد سطوع ضوءه واصبح من كبار قوم العائله والعشير .

    ها انا ذكرت لك ما هو الضوء دعينى الان اكمل لك ملامح لوحه حياتى الاخرى . بدأت استعيد وعي وارى ضوء ساطع وارى ظلام عابس  يرحبان بي ويقولا لى مرحبا بك يا عزيزنا ضيفا على كلانا الى ان يحين ميعاد ميلاد ميثاق الحياه .

    ساقول لكى بصدق لم ادرك معنى كلامهما ولم ادرك ولم احاول حتى التفكير فقد كنت فى رهبه شديده من الصقيع ومن غرابه المشهد والمنظر والمكان . طلبا منى ان اسير معهما الى حيث نقطه التلاقى ثم اخذ الطيف الساطع يقول لى ستمضى فى الطريق الاول الى النهايه ثم ترجع من الطريق الاخر الى البدايه ومن ثم تعود الى سكنك الدنيوى حتى يحين الميعاد (مره اخرى لم افهم حقا ما معنى كلام اى من الطيفين).

    بدأت اول خطواتى كالطفل الذى يسير لاول مره فى الطريق الاول فوجت الطيف الابيض يقول من القران (ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون)  فقلت صدق الله العظيم فقالت لي امضى يا ابن ادم بدأت الدخول الى اول الطريق وبدأت السير الى ان اظلمت جوانب الطريق فادركت اننى قد ابتعدت عن كبير طيف الخير كثيرا حتى اختفت اخر لمحه ضوء .

    بدءت اسمع عصافير تشدو فى منظر بديع  لا اراه بعيناى ولكن قلبى يراه اسمع اسم الله كثيرا باصوات بديعه تقول سبحان الرحمن وبحمده سبحان الرحمن الرحيم . ثم بدأت الاصوات تعلو وبدأت ارى سطوع ضوء جديد الى ان اعميت عيناى من شده الضوء الناتج عن تلاحم القلوب المضيئه المؤمنه الى ان بدأت عيناى على التعود على هذا الضوء البديع الذى لم ارى مثله فى عالمنا .

    ثم تجمع حولى بعض اهلى وعشيرتى ممن فارقونا فى الدنيا مرحبين متهاتفين لمعرفه احوالى واحوال اخوانى واقاربى ويسالوننى عن حالنا وعبادتنا واعمالنا ويتجمع حولى معشر الخير كافه دوائر متتاليه تستمع فى تركيز شديد فأن ذكرت خيرا وذكرت شخصا متدينا قالو جميعا بصوت مغرد الله الله مبتهجين فرحين مستبشرين بقدومه اليهم كمولود جديد . فما ان انتهيت من ذكر الدنيا وملذاتها ذكرو الله كثيرا وحمدوه على نعمته وعلى الحياه الدنيا مستبشرين فرحين فاجدهم يقولون الحمد لله الذى هدانا فى الدنيا ولم يجعلنا من اشقياء الاخره

    فما ان انتهيت من التحدث بدأت فى السير مره اخرى وتتفتح الدوائر الملتفه حولى للاستماع فى منظر بديع كالزهره ناصعه البياض وبدت السير والتعرف على اجدادى من عشيره الخير الى ان وصلت الى نهايه الطريق  . فسمعتهم جميعا يرددون (ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون)  فقلت صدق الله العظيم

    ثم بدأت فى سلك الطريق الاخر متشوقا فلقد رأيت اروع مناظر واروع تسابيح فى الطريق الاول فما ان دخلت فى الطريق الاخر حتى وجدته ساكنا مظلما ما فيه من نور واحد خافت فوجدتهم جميعا يقولون كما قال الله سبحانه وتعالى فى صوره النبأ (وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً) صدق الله العظيم ثم بدأت التعرف على بعض من اقاربى فقلت لهم الا ترحبون بى فيقولون مجددا (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً) ويرددون اللهم اعفو عنا واغفر لنا بسرعه وغير انتظام ثم اقول لهم ما بكم الا تريدون ان تعرفو عن احوالى واحوال اقاربى الا تشتاقون الي ينظرون فى حزن ويقولون مجددا (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً) فى اجواء مخيفه مظلمه فما وجدت نفسى الا اجرى خوفا وولعا وهم لا يبالون ويقولون (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً)  … فما وجدت نفسى الا فى نهايه الطريق خائفا من عشيره الشر الى ان قابلت كبيرى العشيرتين قائلا يا ولى لو كنت خاطئا لا اريد ان اكون من اهل الشر عابسا قلتها وانا اشتاق لعشيره الخير صادقا فقال كبير عشيره الخير لى ها انت قد رأيت مسار طريقي حيات البرزخ  وكما قال الرحمن (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد). حان وقت خلودك مره اخرى فى قبرك لتواجه مصيرك فى اى الطريقين ستظل . ثم صاحبانى الى مكان جسدى وقال كبير عشيره الخير  سبحان من له الدوام سبحان الله الملك الديان سبحان الله الرحيم الرحمن سبحان الله العزيز السلام سبحان الله ذوالجلال والاكرام .

    خيالى عزيزتى توقف عند هذه اللحظه ما بقى لى من خيال الا ما ذكره ديننا على يد رسولنا الكريم عن عذاب القبر . ارجوك ادعى لي ان اكون من عشيره الخير . اكتب اليكى من قلب صادق يجب عليكى ان تحددى امرك وتحسمى موقفك قبل النهايه حتى لا تكونى فى حيره البدايه .. بدايه النهايه تقربى دوما لله ولا تتمسكى بالدنيا الزائفه

    واتوسل اليكى مخلصا . ان تزورى قبرى رائعه بالخير يافعه بالنور ساطعه بالايمان خاشعه تذكرينى بالخير داعيه الرحمن ان يجعلنى من عشيره الخير .

    تقبلى تحياتى ورسالتى ودعواتى

    محبك المخلص